حكاية  آزانيا القديمة

نحاول التعرف في هذا المقال على الأصل القديم لتسمية آزانيا Azania، ومتى أطلق هذا الاسم على سواحل شرق أفريقيا، ومعنى ودلالة الاسم بحسب ما ورد في المصادر اليونانية واللاتينية. من المعروف أن اسم آزانيا يقصد به بلاد الشعوب السوداء، وكذلك قد يقصد به: أرض العبيد، وهي من التسميات الجدلية اللافتة بالطبع. بأية حال، يعد اسم أزانيا من أقدم الأسماء التي كانت قد أطلقت على بلاد ساحل شرق أفريقيا، أو ما يقال لها بلاد الزنج ، ولقد ورد هذا الاسم في المصادر اليونانية واللاتينية القديمةGreek & Latin Sources  . 

يبدو من اللافت أن اسم آزانيا قديما كان يشير بحسب البعض وبصورة غامضة إلى سواحل البحر الأحمر، وهو ما يبدو من إشارات بليني إلى هذا المصطلح . بينما وبحسب ما ورد في كتاب "الطواف حول البحر الإريثري"، وكذلك بحسب ما أورده بطليموس كلاوديوس (أو بطليموس الجغرافي) يشير مصطلح آزانيا، أو بلاد آزانيا، وبصورة أكثر تحديدا إلى المناطق التي تقع على سواحل شرق أفريقيا .

وعن بلاد آزانيا Azania Land of يقول أحدُ الباحثين (واسمه فليكس تشامي Felix Chami): "إن بلاد آزانيا بحسب أكثر الدارسين في الوقت الحالي أنها هي التي ورد ذكرها في الكتابات الرومانية للإشارة إلى آراضي بلاد شرق أفريقيا، وهي البلاد التي زارها الرومان وسيطروا عليها خلال القرون الميلادية الأولى.." . من المعتقد أنه لما جاء المهاجرون العرب والفرس إلى هذه البلاد لاسيما بعد حقبة الفتوحات الإسلامية، فإنهم أطلقوا على ساحل شرق أفريقيا تسمية بلاد الزنج. أما عن تسمية أزانيا، وأصلها، يقول المستشرق ريتشارد هول: "أطلق الإغريق على منطقة شرق أفريقيا اسم أزانيا، ثم صارت تعرف باسم أرض الزنج.." .

وكان أقدم من تحدث عن بلاد آزانيا المؤرخ المعروف بليني الكبير في القرن الأول الميلادي وذلك لما ربطها مع تجارة التوابل . ولقد ذكر بليني أن العديد من التوابل كان تأتي لموانيء البحر الأحمر وكذلك البحر المتوسط من بلاد آزانيا